منبر حر لكل اليمنيين

حسين حازب وحظيرة العبودية

296

بعد أحداث انتفاضة الثاني من ديسمبر المجيدة كان حسين حازب أول من هرول للعبودية لتقبيل أقدام عبدالملك الحوثي، وقبل انتفاضة الثاني من ديسمبر كان الرجل يُمهد لنفسه مكان بين تلك الأقدام يليق به وقد نال ما سعى إليه وذهب إلى حظيرة العبودية أكثر من القطيع الذين تشبعوا بالعبودية ونازعوا الله ملكه دفاعاً عن أسرة الحوثي وخرافاتهم.

كان الناس ينظرون لحازب كما ينظرون اليوم لقبيلة مراد، القبيلة التي ما إن ذكرتها إلا وذكرت الشهامة والمرجلة والنخوة والنضال، تخلى حازب عن كل هذا، تجرد من رجولته وشهامته ونخوته ومروءته مقابل أن يكون عبداً خانعاً عند أصغر مشرف ولاه عبدالملك الحوثي على أمور الناس، هذا الرجل يتلذذ بالخنوع وكأنه ” مازوخي” والمازوخية هي اضطراب نفسي يعيشه المرء الذي يقبل على نفسه الخضوع والعبودية ويتمتع بكونه أقل درجة من غيره ويعيش في أرذل مراحل رجولته.

كان حازب قد تجرد من كرامته سابقاً قبل أن يطالعنا اليوم على تغرديته هذه، ولا فرق بين عبودية الأمس واليوم إلا أن عبودية اليوم تتم بطرق حديثة تحت مسمى الدفاع عن الوطن ومجابهة الخارج، ومع ذلك يظل الرجل معدوم الفهم ومُستعبد من قبل أقلية تحتكر الأموال والثروات وتسيطر على وسائل الإعلام وعلى الدولة والاقتصاد، وتفقد الناس حقوقهم المشروعة والطبيعة في الكرامة والعمل والصحة والتعليم، وتعمل على إفساد المجتمع وتطويعه وتدجينه بمختلف الوسائل والطرق

وهنا أتساءل هل ثمة دوافع نفسية ما دفعت بحازب إلى القبول بالعبودية وتقديم الولاء والطاعة لعبدالملك الحوثي؟!
أم أن الأمر يتعلق بسلوك شخصي وجد الرجل كرامته عند ركب السيد وعمامته؟

وأخيراً يقول الكاتب الفرنسي ” إيتيان دولا بويسي” في كتابه عن العبودية المختارة، إننا لا نولد أحراراً وحسب بل نحن أيضاً مفطورون على محبة الذود عن الحرية، ودليل ذلك، أننا نندهش إذ نسمع قصص الشجاعة التي تملأ قلوب المدافعين عنها، فالحرية إذن طبيعية بشرية متأصلة في ذات الإنسان ووجدانه، ولكوننا يمنيين أحرار لا نقبل العبودية لنرفع أعيينا نحو السماء صوناً لكرامتنا أو لنمت واقفين

تعليقات