معين عبد الملك يتمضمض بالفساد كالماء ثم يبصقه في وجوهنا
ماذا ننتظر من رئيس حكومة في بلد تحكمه مليشيات مسلحة وقضاؤه مجرد أداة بيد المليشيات لزم الصمت وخرس عن القول ، فلا محكمة نطقت ولا نيابة تحركت ، لم يبقوا لنا شيئا يمكن تسميته دولة في اليمن ولم يبقوا قانونا يحترم ، جميعهم ابتلعوا ألسنتهم وسكتوا عن الكلام ، وهل هناك مجرم يتكلم ، فهل سمعتم مرة مجرما يتسامر مع ضحيته ، المجرم يرتكب جريمته ويمضي .
وهنا علينا أن نضع على أنفسنا سؤالا ، لماذا مازال رئيس الحكومة يمارس لصوصيته وبكل وقاحة ؟ لأنه يتلقى في كل مرة يسرق فيها مكافأة ، كيف له أن يخشى العقاب وهو الذي منح من كفيله حبرا أحمرا يدفع به كل جرائمه ويخطط ما يشاء من خطوط حمراء يضعها في وجه اللجنة البرلمانية التي شكلها رئيس مجلس النواب للتحقيق في فساده ولم تر النور حتى اللحظة ؟
المجرم في اليمن أشبه بالمجرمين الذين نقرأ عنهم في الروايات البوليسية أو نشاهدهم في الأفلام ، فهم يرعبون القلوب ويوقضون مضاجع الناس ، بمجرد ما تسري إشاعة أنهم أحرار طلقاء ، يتحركون خفية والشرطة تنصب لهم الحواجز لإلقاء القبض عليهم ، مع الفارق أن معين عبد الملك لا يتحرك خفية ، بل يذهب إلى بيع الاتصالات وحقول النفط وعقود الكهرباء والسماح للمنظمات بإدارة أعمالها من صنعاء ، كل ذلك يتم بوضوح النهار وبحماية المليشيات التي حلت محل الجيش والأمن .
تحكمنا مليشيات على رأسها أشباه حكام ، فلماذا نلومهم إذا عجزوا عن تدبير شئون الدولة فقد ارتضينا بهم حكاما وهم القادمون من حقل الجريمة المنظمة ، ووضعهم الطبيعي السجون وليس السلطة ، لكن الوضع في اليمن بالمقلوب ، فلا يوجد في أي دولة في العالم ولن يوجد أن من يعمل ضد الدولة هو الذي يقود الدولة ، إلا في اليمن .
لقد كشف مجلس القيادة الرئاسي الذي جاءت به السعودية والإمارات ، أنه تحالفا شيطانيا جيئ به لتدمير اليمن وتمزيقها ، هذا المجلس جعلنا فرجة والسعودية استدرجت العالم بأسره بعد أن حشدت ٥٠٠ شخص من حثالة ٤٠ مليون يمني إلى حفلة تهريجية ، للانتقال إلى الفصل الثاني من الحرب ، فصل انتهاء الدولة وسقوط الوطن .
مر عام أو يزيد وقيادات مجلس التهريج الميليشاوي تتناطح على طيف دولة والفساد يتمدد والفقر يتسع والصيف يشوي الناس في غياب الكهرباء والجهل يحفر عميقا بأدوات المسيرة الشيطانية والمناطقية الانتقالية ، فهل كل هذا يدل على أن السعودية حريصة فعلا ، كما تسوق لنا ويسوق لها فاقدي الهوية ومستشعري الوطنية ، على وحدة الصف اليمني ؟
السعودية تحفر بقوة تحت أساسات الوحدة الوطنية وتعمق الخلافات بين أتباعها في مجلس القيادة قبل أن تعمقها بين خصومها من أجل استمرار الانسداد السياسي ، وحولت اليمن إلى بلد عاطل سياسيا ودولة فاشلة ، فلا حكومة تعمل لتصريف شئون المواطنين ولا مجلس قيادة متفق على القضية الوطنية ، فالقرار السياسي في قبضة السعودية وفي الطرف الآخر في قبضة إيران ، واللوم لا يقع عليهما بقدر ما يقع على اليمنيين وتحديدا أولئك الذين مهددون بوجودهم إذا استمر صمتهم على مصادرة قرارهم الوطني .