أحداً سواه
هو قبلَ أن يخطوْ إلى
عتباتِ دنياهُ اكتفى
ولفرط أحبابٍ له
صعدوا على فمِهِ اختفى
فمشى كثيراً في الظلالِ
ونهرُ حكمتِهِ صفا
وعن الألى لم يذنبوا
في حق عزلته عفا
يخشى على المصباح إن
لم يرعَ لليلِ الوفا
يخشى السطوعَ عليهِ
لا يخشى عليه إذا انطفا
نحلت مواطنُهُ ويدعو الله للمنفى الشفا
في بردِ عزلتِهِ أفاقَ
وفي ضحى الدنيا غفَا
عارٍ ويترك في قصيدته
على الناس الدفا
كي لا يروعَهم.. يغادرُها.. يديرُ لها القفا
ويظلُّ يسعُلُ.. خلسةً
كيدٍ تقلِّبُ مصحفا
فالصاعدون الآن من ربوات مهجتِهِ خفا/
فاً نازلون الآن منها مثقلينَ تفلسفا
ولأن موتاً غضَّ عنه الطرفَ يوماً واصطفى
أحداً سواهُ.. لم يكنْ
أحداً سواهُ ولا نفى