السياسة في بريطانيا حقل ألغام..
معظم السياسيين الكبار والصغار، على السواء، انفجرت هذه الألغام في وجوههم.
لم تذهب بهم إلى القبور وإنما إلى المكان الذي يستطيع فيه الواحد منهم أن يتابع المشهد عن بعد، ويكتب مذكراته تحت رقابة هائلة من التوثيق الذي لا يقدر معه أن يجمّل مسيرته السياسية على أي نحو كان.
إلى وقت قريب كان بوريس جونسون، رئيس الوزراء وزعيم حزب المحافظين السابق، قد اكتسح الحياة السياسية وهو يقود بريطانيا إلى الخروج من الاتحاد الأوروبي، وبدا كما لو أنه يصنع مساراً خاصاً به لتاريخ بريطانيا الحديث لا ينافسه فيه أحد من السياسيين.
غير أن حزبه العريق (المحافظون) كان له رأي آخر حينما يتعلق الأمر بالاختيار بين التمسك بالقيم التي يؤمن بها وبين الزعيم الذي حقق له كثيراً من الانتصارات.
بوريس جونسون خرق القواعد والإجراءات الحمائية التي طبقت على المجتمع أثناء وباء كورونا، جرد من رئاسة الوزراء وزعامة الحزب أولاً، ولاحقته التقارير والاتهامات، ويوم الجمعة، قدم استقالته من البرلمان كتعبير عن مغادرته الحياة السياسية بصورة تتكرر كثيراً في بريطانيا، لكن بالنسبة لجونسون وأنصاره ستظل حكاية لفترة طويلة قادمة.
*من صفحة الكاتب على فيس بوك.