منبر حر لكل اليمنيين

رسالة إلى جبهة الخلاص الوطني: الحل بيد أمريكا وبريطانيا فلا تشغلوا انفسكم بالسعودية وإيران

13

التلكؤ الذي أصاب الجبهة الوطنية ومنعها من الخروج إلى النور منذ تقريبا خمس سنوات ، هو الذي دفعني إلى توجيه هذه الرسالة وتحديد الجهة التي يقتضي التعامل معها مباشرة في الحوار على إنهاء الحرب في اليمن وتحقيق السلام الشامل والعادل الذي يضمن لليمنيين حياة آمنة ومستقرة وضمان مصلحةهذه الدول بالتوازي مع مصلحة اليمن .

هناك شخصيات وطنية لها ثقلها على المستوى السياسي والعسكري ، يمكنها أن تساهم في تشكيل عمل جبهوي يكون طرفا أصيلا في الحديث باسم اليمن واليمنيين ، لكن مشكلة هؤلاء أنهم يحلمون بالسلطة عن طريق التسوية التي لن تأتي في ظل هذه الظروف ، وأقصد بها الظروف القائمة المحددة بالحوثيين كاتباع لإيران ومجلس القيادة الرئاسي كأتباع للسعودية والإمارات ، يعتقد هؤلاء المحايدون بأنهم سيكونون خيارا وطنيا في لحظة السلام ليجلسوهم على كرسي الحكم .

وهذا لعمري حلم يضاهي أحلام الطفولة البريئة ، لأن هؤلاء يراهنون على وضع قائم من المستحيل إصلاحه ، كون الأزمة القائمة هي نتاج لهذه الأطراف القائمة ، والتي لم يجد المجتمع الدولي طرفا آخرا يعمل معه ، فأصبح يعمل مع هذه الأطراف ووفق آلياتها ، وبما أن الملف اليمني مرتبط بالتفاهم السعودي الإيراني وكلا الطرفين لديهما أولويات تسبق الاهتمام باليمن ، وهما في الأساس لا يخرجان على الرغبة الأمريكية البريطانية ، لهذا أصبح من الضرورة بمكان تشكيل الطرف الثالث والذهاب مباشرة للحوار مع الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا لوضع حد لهذه الأزمة .

إن الحاجة إلى تشكيل طرف يتحدث باسم اليمنيين أصبح من الأهمية بمكان ، خاصة وأن الحوثيين يتنكرون ليمنيتهم ومثلهم المجلس الانتقالي ، إضافة إلى الانهيارات السياسية والأمنية والاقتصادية والاجتماعية وانهيار العملة المحلية وارتفاع منسوب البطالة ونسبة الفقر الذي تجاوز ال٨٠ % فمن غير المنطقي أن تبقى معركة استعادة الدولة بيد من لا يؤمنون بالقضية الوطنية .

نحن أمام شغور رئاسي وشلل حكومي قاد البلاد إلى فراغ سياسي ، ومن هنا أقول لأولئك الذين يعتقدون أنهم يمارسون الحياد ، إن اللحظة أضحت مواتية لإنقاذ البلاد ، وسيكون دوركم مقرب لوجهات النظر فيما يتعلق بالمصلحة الوطنية ، وإلا فإن خيانتكم للوطن والشعب أشد ضراوة من أولئك الذين أعلنوا مواجهتهم للدولة ومؤسساتها وأشاعوا الفوضى في البلاد وحرموا المواطن من أبسط حقوقه ، الكهرباء والمرتب والمياه النقية والصحة والتعليم وقبل ذلك الأمن المعيشي والبدني ، فلتجعلوا خياركم هو خيار الملايين من اليمنيين ودافعكم إلى ذلك هو اعتقاد هؤلاء الملايين بوطنيتكم .

تعليقات