مخابرات الحوثي نظام وإدارة إيرانية
محمد عبدالله القادري
كانت أجهزة المخابرات من قبل عبارة عن جهاز يسمى الأمن القومي وجهاز يسمى الأمن السياسي.
جاءت ميليشيات الحوثي وأستولت على قيادة الجهازين ودمجتهما بجهاز واحد يسمى الأمن والمخابرات بالأضافة إلى قيامها بإنشاء جهاز مخابراتي يسمى الأمن الوقائي ونشرت عناصر مخابراتية في كل مكان تنتمي لها فكرياً وعقائدياً وعرقياً.
كان منتسبي جهاز الأمن القومي والسياسي الاكثر رواتباً وكان قبل ثمان سنوات مرتب الجندي غير الضابط لا يقل عن مائة ألف ريال ويستلمون بجانبها الحوافز والعلاوات وبدل التغذية والسفر ، فجاءت ميليشيات الحوثي وجعلت مرتب الضابط والجندي ثلاثون ألف ريال فقط ، كما جعلتهم يعملون بالقوة ومن رفض أو لم يأتي للعمل تخرج له بحملة إلى منزله وتودعه السجن.
أصحاب رتب عسكرية من عميد ومقدم ورائد ، وجنود ذو أقدمية من عشر وعشرين سنة ، هؤلاء جعلتهم الميليشيات مجرد عسكر عندها ولم تضع لهم أي اعتبار وأزاحتهم من المناصب التي يتبئونها.
شباب حوثيون مراهقون هم من يديرون العميد والمقدم والجنود الأقدميون وهم من أصبحوا مدراء الإدارات والأقسام داخل جهاز المخابرات.
في إب يعمل القيادي الحوثي أبو هاشم أحد ابناء صعدة مديراً لجهاز المخابرات وليس له أي علاقة بالسلك العسكري ولا يحمل أي رتبة ، ومع هذا يسخر ويشتم ويصدر أوامره لكل الضباط والجنود هناك.
كان منتسبي جهاز مخابرات القومي والسياسي المنتشرون لا يعرف الناس منهم ، فجاءت الحوثية وكشفت عن أسماءهم وكلفتهم بأعمال ضد المواطنين والمناهضين لها من تعذيب واختطاف لتورطهم في حين احتفظت هي بأسمائها الوهمية التي لم يستطيع أحد معرفتها.
جاءت الميليشيات بنظام إيراني لإدارة المخابرات ، حتى اللبس العسكري لمنتسبي المخابرات جعلته إيرانياً ، وقد شاهدت بنفسي عندما كنت مختطفاً في سجون الميليشيات بعض جنود يرتدون لبس الحرس الثوري الإيراني.
قيادة أجهزة المخابرات هم الحكام الفعليون في مناطق سيطرة الحوثي ، وباقي المسؤولين من محافظ ومدير في جميع المرافق هم مجرد ديكور فقط وليس بأيديهم أي صلاحيات.
المشرف الحوثي التابع لجهاز المخابرات في كل إدارة ومرفق هو من يوجه ويدير.
القادة الحقيقيون لأجهزة المخابرات جميعهم من عائلة عبدالملك الحوثي اشقاءه وأبناء اشقاءه وشقيقاته.
جهاز مخابرات إب يضم إب وتعز والجزء غير المحرر من الضالع ويديره ابن شقيقة عبدالملك الحوثي وهو القائد الفعلي لهذه المحافظات ومن يديرها.
جهاز مخابرات يضم ذمار وصنعاء وأمانة العاصمة يقوده شقيق عبدالملك الحوثي.
وكذلك بقية المحافظات التي يسيطر عليها.
معروف أن جهاز المخابرات من سياسي وقومي كان يتبع رئاسة الجمهورية صنعاء ، ولكن مخابرات الحوثي جعلته ترتبط مباشرةً بصعدة وعبدالملك الحوثي وهناك عناصر إيرانية تديره بشكل رئيسي وليس هناك أي ارتباط بموقع ادارة مهدي المشاط.
تقوم مخابرات الحوثي بالعمل على نظام إيراني عبر مراقبة الاتصالات التي تسيطر عليها ، كما تقوم بإرسال برامج إيرانية للتجسس على الهواتف ، ترسل ذلك البرنامج عبر محتوى يحمل عدة صور وليس فيه رابط ، وما ان تقوم بفتحه لتشاهد الصور تستطيع التجسس على هاتفك ومعرفة ما بداخله ، كما تقوم بالبحث عن نوعية الهاتف الذي يستخدمه الفرد ، فمعرفة نوعه يسهل عليها محاولة اختراقه والتجسس عليه.
أيضاً يحتمل أن تستخدم الحوثية الطيران المسير في مناطق سيطرتها للتجسس على مواقع ومنازل محددة لمعرفة ماهية الحديث الذي يدور مستخدمة أجهزة إيرانية في الطيران المسير تستطيع التقاط الصوت والتجسس عبر أنظمة تساعدها وجود الهواتف الذكية في تلك المنازل.
بينما تقوم عناصر مخابرات الحوثي لتحصين نفسها من أي تجسس عليها باستخدام أجهزة هواتف معينة ، فكل عنصر مخابراتي حوثي يستخدم هاتف يسمى المدرع يشغل ثلاث شرائح اتصالات وليس فيه مجال لاستخدام النت عبر برامج التواصل الاجتماعي كالواتس والفيس بوك وغيرها.