مصادر خاصة.. فساد المنظمات والحوثيين في اليمن يَشيب له الرأس
ذكر مصدر خاصة لموقع “يمن المستقبل” فضل عدم ذكر اسمه كي لا يتعرض لمضايقات أن هناك تخادم بين المليشيا والمنظمات العاملة في اليمن وتحديدًا في المناطق الوقعة تحت سيطرة ذراع إيران من جهة وفساد داخل أروقة المنظمات نفسها والذي وصفه بقوله: “يشيب له الرأس”، حيث يأتي على حساب الحالة الإنسانية الأعلى في العالم.
وقال المصدر أن التقارير التي تتحدث عن الوضع الإنساني تظل شكلية وأن ما يحدث على أرض الواقع مخيف جدًا ومؤلم.
محذرا من أن هناك انعدام للأمانة لدى القائمين على المنظمات والمهام الموكلة إليهم، ناهيك عما تقوم به مليشيا الحوثي، وأن مئات الموظفين العاديين غير قادرين على الحديث أو الاعتراض خوفا من حرمانهم من وظائفهم لأن هناك طوابير من المتقدمين تنتظر وهي بحاجة للوظيفة.
وأشار إلى أن الحاجة تدفع الموظف للسكوت وعدم التدخل في التصرفات الغير لائقة والتجاوزات التي يقوم بها رؤساء المنظمات والفرق العاملة من أجانب وعرب والتي تنتهج المبالغة الكبيرة والتقديرات الغير معقولة في عملية الشراء والصرف لبعض المستلزمات التي يتطلبها العمل أو ما شابه.
بالإضافة إلى الخوف من مليشيا الحوثي التي تعتقل كل من يعترض على سياسة توزيع المساعدات أو عمليات الفساد أو حتى في حال قدم مقترحات أو نصائح.
وأوضح على سبيل المثال أن جانب كبير من النفقات تذهب لشراء حاجيات يزيد سعرها عن الواقع ب 70 إلى80% الأمر الذي يُنهك الميزانية المخصصة ويؤدي إلى حرمان آلاف المواطنين من الحصول على كثير من المعونات والمساعدات الغذائية بكل أنواعها وبشكل دائم.
وأضاف أن مليشيا الحوثي تتعامل بالمثل حيث تنهب معظم المساعدات العينية والمادية ولا يصل المواطن أكثر من 15 إلى 20%، حيث تتحول المعونات إلى بضاعة مكدسة في الأسواق والمولات والمحلات التجارية، فيما تعود قيمتها على المجهود الحربي وشراء الولاءات والأسلحة وبناء العقارات وفتح الشركات والإثراء الفاحش أوساط القيادات والمشرفين.
وكشف عن تخادم واضح ومكشوف بين المنظمات ومليشيا الحوثي يقوم على السكوت عن تجاوزات الحوثي وعدم رفع حتى 5% مما يحدث ما يجعل الحوثي بالمقابل يغض الطرف عن عمليات الفساد المهولة التي تدور يوميًا.
وأشار بقوله: الغريب أن الدعم الأممي والدولي الذي يصل مناطق الشمال 90% منه يأتي عن طريق مليشيا الحوثي الإرهابية، وهذا يعني شيء واحد أن الأمم المتحدة متواطئة تمامًا مع المليشيا الحوثية، وأن التقارير التي يتم رفعها والاحصائيات من وقت لآخر من قبل بعض الجهات أو المنظمات المستقلة سليمة وأن هناك أرقام من الفساد مخيفة جدًا.
واستغرب المصدر من هذا الوضع متسائلًا هل يعقل أن يستمر بهذه الصورة، داعيًا كل المعنين والأطراف التي تدير الملف الإنساني إعادة الحسابات في عملية التوزيع والرقابة وتفعيل بند المحاسبة الدقيقة واشراك جهات رسمية حكومية وأخرى لديها تجربة في هذا الجانب.
تجد الإشارة إلى أن المنظمات الدولية تعاني كثيرًا من المضايقات من قبل مليشيا الحوثي الارهابية، وهذا لا يعفيها أبدا من التواطؤ والتماهي مع ذراع إيران، وعمليات الفساد التي أضحت جزء من العمل اليومي والذي يعرض كثير من المحتاجين إلى المعاناة في ظل تراجع واضح في حجم الدعم من قبل الجهات المانحة خلال العامين الماضيين.