منبر حر لكل اليمنيين

” إذا أنتم بخير فأنا بخير “

201

في الثالث من يونيو من العام عام ٢٠١١م صُدم اليمنيين بفاجعة أصابت البلاد كلها وشلتها، وهي الجريمة التي باتت تُعرف بجريمة ” دار الرئاسة أو جريمة النهدين” التي استهدف فيها كل قيادات وأركان الدولة على رأسهم فخامة الرئيس السابق علي عبدالله صالح رحمة الله تغشاه، حيثُ مثلت هذه الجريمة المنظمة أبشع أنواع الجرائم الإرهابية التي شهدتها اليمن والمنطقة برمتها في سابقة من نوعها على المستويين الإقليمي والدولي، ولعل أبرز ما يُميز هذه الجريمة الإرهابية أنها أتت في ظرف صعب كانت تمر بها البلاد وكان مسرح عملياتها بداخل بيت الله أثناء أداء قيادات الدولة للصلاة في جمعة رجب

13 عاماً مر على وقوع هذه الجريمة الإرهابية التي مازالت أثارها لليوم تُدين مرتكبيها، ويمكن اختصار معركة اليمنيين مع آفة الإرهاب الإخواني الذي فجر في خصومته مع صالح تحت عنوان ” الاستبداد الديني وتوظيفه في قتل اليمنيين” الذين صادروا الحقوق والحريات، واستهدفوا الكبار والصغار، وفجروا المساجد، وقتلوا الجميع في سبيل إحياء وإعلاء راية الخلافة الإسلامية، وكان لابد من قتل صالح وقيادات الدولة ولو بداخل بيت من بيوت الله للوصول للسلطة فالغاية في مشروع جرائمهم تُبرر الوسيلة، وأي غاية وأي وسيلة والدم اليمني يُسكب ويُسال على أعتاب بيوت الله ؟!

إن جريمة دار الرئاسة جريمة إرهابية مكتملة الأركان وهي جريمة بلا شك لا تسقط بالتقادم وإن مر عليها أكثر من عقد ونيف إلا أن أبواب المحاكم المحلية والدولية وعلى راس ذلك محكمة العدل الدولية في لاهاي ستنظر في ملف هذه الجريمة وستتابع مرتكبيها إلى حيثُ هم، وإن كان لابد من الاعتراف بالذنب فهو تسامح صالح حيال هذه الجريمة التي رفض فيها المواجهة وهو على فراش الموت، مبلغاً الجميع بما فيهم نجله أحمد علي عبدالله صالح ” لا طلقه اليمن أبقى والدم اليمني أغلى من الجميع” بهذه الكلمات وأد صالح الفتنه التي أرادوا لها أن تشتعل ويتحرك رجال صالح والدولة للانتقام من المنفذين فخيب آمالهم صالح، وتحدث إلى شعبه وهو ينازع وكل جسمه يشكي من النار التي استحوذت عليه كاملاً قائلاً : إذا أنتم بخير فأنا بخير ” بهذه الكلمات عالج صالح حروق جسده وغاب عن الوعي بعدها تاركاً خلفه شعب بلا قيادة ودولة بلا رئيس

استهدفوه في أكثر مكان قداسة وهو بين يدي الله، أخرجوه من بيت الله محروقاً وهو يتلوا عليهم قوله ( وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا)
فكانت عناية الله به أرحم من قاتلوه فنجاه الله من مكرهم وتوعدهم بعواقب وخيمه بقوله تعالى (وَتِلۡكَ ٱلۡأَیَّامُ نُدَاوِلُهَا بَیۡنَ ٱلنَّاسِ) ولجانب توعد الله لا ننسى ثأر عامة الشعب اليمني مع جماعات التطرف والإرهاب مع من قتل اليمنيين وشردهم وسهل للحوثي إسقاط صنعاء تمهيداً لقتل وتصفية صالح

ولذا نناشد المنظمات الدولية والحقوقية ومجلس الأمن الدولي بضرورة معاقبة الجناة وملاحقتهم قانونياً وتدويل ملف القضية على غرار قضية إغتيال رفيق الحريري.

تعليقات