“قديسٌ خارج اللوحة”
نصوص من المجموعة الشعرية الرّابعة للشاعر أحمد السلامي “قديسٌ خارج اللوحة” والتي صدرت أخيراً عن دار مواعيد في صنعاء:
سلام
من بين غبار المعارك
وبعد كلِّ حربٍ
يُطلّ السلامُ حزينا ووحيداً
لا تلتفتُ إليه
إلاّ عيونُ القتلى
**
قديسٌ خارج اللوحة
ما أعرفه تماماً
أنك تنتمي لفصيلة البشر
تنجب أطفالاً
وتقف مثل الآخرين أمام الصراف الآلي
تحزن وتفرح
كأي إنسان
تيقّن من الأمر بنفسك
انتزع ملامحك بهدوء
من داخل تلك اللوحة
التي تظن أنك بداخلها
وحين تستعيد ظلك
تأمل اللوحة من خارجها
يمكنك الاقتراب أكثر
سترى أن الأنبياء والقديسين في اللوحة
لا يفتقدون صورتك
لأنك لست واحداً منهم.
***
عندما تنتهي الحرب
سيرتبك المرضى بالحرب عندما تحطُّ رحالها فجأة
سترتجف أصابع من أدمنوا الكتابة عن الانتماء للمقابر
سيعيدون تعريف الوطن بأنه الذي يجب أن يحارب إلى الأبد
وسيخسر بعض الشعراء القذائف الملهمة
سيندمون لأنهم لم يحتفظوا ببعض جثث المعارك في ثلاجاتهم
وستبكي ساحرة صفراء لأن الحرب لم تستمر
ستحاول إخبارنا أن الحرب كانت لطيفة للغاية
وأنّنا لم نفهمها جيداً.