منبر حر لكل اليمنيين

الإماراتيون يزورون تاريخهم وبعض اليمنيين يبيعون تاريخهم

31

نحترم الإماراتيين كثيرا لإصرارهم على إلصاق تاريخ الآخرين بهم وبذل الأموال في سبيل تزوير التاريخ ومحاولتهم تجاوز عقدة النقص إلى الشعور بالامتلاء ، مقابل استحقارنا لبعض اليمنيين الذين لا يفتخرون بوطنهم ولا بتاريخهم الضارب في عمق الزمن واستلذاذهم بالشعور بالعبودية والتنكر لاسم اليمن ، فالإماراتيون يحاولون إثبات أن ساحل عمان الذي كانوا عليه هو الإمارات الحالية وينسبون إليها مئات الآلاف من السنين ، وبعض اليمنيين يحاولون شطب اسم اليمن الذي كانت عليه بلادهم لآلاف السنين وتسميته بالجنوب العربي .

كما قلت ، مهما كان الإماراتيون يعانون من عقدة نقص مزمنة بسبب التاريخ القصير لنشأة دولتهم في العام ١٩٧١، إلا أننا نحترمهم ، فقد أقدموا على الاستعانة بطاقم أجنبي متخصص فى صناعة الأفلام الوثائقية عن الإمارات ومحاولة إثبات أن تاريخ الإمارات يربو عن ١٢٥ ألف عام من بداية الحضارة في الإمارات ، مع علمهم ويقينهم بأن بلادهم نشأت عام ١٩٧١، أي قبل حوالي ٥٢ عاما .

لم تكن الإمارات مهتمة بهذا العمق التاريخي قبل مجيئها إلى اليمن واكتشافها لكنوز اليمن التاريخية والجغرافية والمادية واصطدامها بحثالة اليمنيين الذين لديهم استعداد لأن يبيعوا أي شيء ، ليس فقط وطنهم وتاريخهم ، بل أي شيء واستمتاعهم بأن يكونوا عبيدا لدى الإماراتيين ، هذا شجعهم على التجرؤ على تاريخ اليمن وجغرافيته ، بل وسيادته ، ومن المضحك أن تسمع في إعلامهم عن اكتشاف أول حبة قهوة قبل ١٢ ألف سنة في إمارة رأس الخيمة ، واكتشاف شعر أخت عنترة بن شداد وغير ذلك من التراهات التي يصرون على تثبيتها كحقيقة .

وأنا هنا لست بصدد استعراض صفحات التاريخ اليمني الضارب في أعماق الزمن ، لكنني أتعجب من أولئك الشواذ من اليمنيين الذين أباحوا للإماراتيين ما يبيحه العبد لسيده ، وأمام مثل هذه المغالطات نسي الإماراتيون أو قل أنهم لم يجدو ما يقولونه عن اللغة أو الخط الذي كتبت به حضارتهم قبل ١٢٥ ألف سنة .

حتى يوم الشهيد لم يكونوا يعرفونه قبل أن يأتوا إلى اليمن ، لأنهم لم يخوضوا حربا قبل ذلك ، كونهم لم يكونوا إلا إمارات متنافرة على الساحل العماني ، وبمقتل مجموعة منهم في مأرب بصاروخ سقط على معسكرهم في ٤/ ٩/ ٢٠١٥، تم تأسيس يوم الشهيد والإعلان عنه في ٣٠ نوفمبر ٢٠١٥، أي أنهم لم يكن لهم شهداء قبل هذا اليوم ، ومع ذلك يصرون على أنهم هم من طرد الاستعمار البرتغالي من الخليج سنة ١٦٥٠.

إذا كان الإماراتيون يكرهون اليمنيين ، فهذا شيء طبيعي ومبرر كونهم يشعرون بالتقزم أمام هذا الشعب وتاريخه ، لكن أن يكون هناك من اليمنيين من يكرهون أنفسهم وشعبهم ووطنهم ، فذلك مالا يقبله عقل ولا منطق ، وهذا يؤكد الخلل الناتج عن تربية هؤلاء الذين يستعرون من الانتماء إلى وطنهم ومجتمعهم .

خلاصة القول إن الإماراتيين بلا تاريخ ولا حضارة ، وهذا ليس عيبا ، لأنهم يستطيعون بناء تاريخهم من لحظة وجودهم ، لكن العيب في اتخاذهم وطنا بالتبني وإصرارهم على أنه وطنهم ، لقد اشتغل أجدادهم في رعاية الماشية ، وتلك مهنة يجيدها العرب جميعا وهي تقوم على الفصل بين قطعان الحيوان ، لكنهم في الوقت الراهن انتقلوا من رعي قطعان الماشية إلى رعي قطعان البشر ، وكما كان أجدادهم يفصلون بين أنواع القطعان من الماشية ، يفصل هؤلاء بين الانتقالي وحراس الجمهورية والعمالقة والنخب والأحزمة ، ومثلما كانت الكلاب تحرس الماشية ، جعلوا على رأس كل فصيل كلب يقوده .

تعليقات