الإماراتيون يزورون تاريخهم وبعض اليمنيين يبيعون تاريخهم
نحترم الإماراتيين كثيرا لإصرارهم على إلصاق تاريخ الآخرين بهم وبذل الأموال في سبيل تزوير التاريخ ومحاولتهم تجاوز عقدة النقص إلى الشعور بالامتلاء ، مقابل استحقارنا لبعض اليمنيين الذين لا يفتخرون بوطنهم ولا بتاريخهم الضارب في عمق الزمن واستلذاذهم بالشعور بالعبودية والتنكر لاسم اليمن ، فالإماراتيون يحاولون إثبات أن ساحل عمان الذي كانوا عليه هو الإمارات الحالية وينسبون إليها مئات الآلاف من السنين ، وبعض اليمنيين يحاولون شطب اسم اليمن الذي كانت عليه بلادهم لآلاف السنين وتسميته بالجنوب العربي .
كما قلت ، مهما كان الإماراتيون يعانون من عقدة نقص مزمنة بسبب التاريخ القصير لنشأة دولتهم في العام ١٩٧١، إلا أننا نحترمهم ، فقد أقدموا على الاستعانة بطاقم أجنبي متخصص فى صناعة الأفلام الوثائقية عن الإمارات ومحاولة إثبات أن تاريخ الإمارات يربو عن ١٢٥ ألف عام من بداية الحضارة في الإمارات ، مع علمهم ويقينهم بأن بلادهم نشأت عام ١٩٧١، أي قبل حوالي ٥٢ عاما .
لم تكن الإمارات مهتمة بهذا العمق التاريخي قبل مجيئها إلى اليمن واكتشافها لكنوز اليمن التاريخية والجغرافية والمادية واصطدامها بحثالة اليمنيين الذين لديهم استعداد لأن يبيعوا أي شيء ، ليس فقط وطنهم وتاريخهم ، بل أي شيء واستمتاعهم بأن يكونوا عبيدا لدى الإماراتيين ، هذا شجعهم على التجرؤ على تاريخ اليمن وجغرافيته ، بل وسيادته ، ومن المضحك أن تسمع في إعلامهم عن اكتشاف أول حبة قهوة قبل ١٢ ألف سنة في إمارة رأس الخيمة ، واكتشاف شعر أخت عنترة بن شداد وغير ذلك من التراهات التي يصرون على تثبيتها كحقيقة .
وأنا هنا لست بصدد استعراض صفحات التاريخ اليمني الضارب في أعماق الزمن ، لكنني أتعجب من أولئك الشواذ من اليمنيين الذين أباحوا للإماراتيين ما يبيحه العبد لسيده ، وأمام مثل هذه المغالطات نسي الإماراتيون أو قل أنهم لم يجدو ما يقولونه عن اللغة أو الخط الذي كتبت به حضارتهم قبل ١٢٥ ألف سنة .
حتى يوم الشهيد لم يكونوا يعرفونه قبل أن يأتوا إلى اليمن ، لأنهم لم يخوضوا حربا قبل ذلك ، كونهم لم يكونوا إلا إمارات متنافرة على الساحل العماني ، وبمقتل مجموعة منهم في مأرب بصاروخ سقط على معسكرهم في ٤/ ٩/ ٢٠١٥، تم تأسيس يوم الشهيد والإعلان عنه في ٣٠ نوفمبر ٢٠١٥، أي أنهم لم يكن لهم شهداء قبل هذا اليوم ، ومع ذلك يصرون على أنهم هم من طرد الاستعمار البرتغالي من الخليج سنة ١٦٥٠.
إذا كان الإماراتيون يكرهون اليمنيين ، فهذا شيء طبيعي ومبرر كونهم يشعرون بالتقزم أمام هذا الشعب وتاريخه ، لكن أن يكون هناك من اليمنيين من يكرهون أنفسهم وشعبهم ووطنهم ، فذلك مالا يقبله عقل ولا منطق ، وهذا يؤكد الخلل الناتج عن تربية هؤلاء الذين يستعرون من الانتماء إلى وطنهم ومجتمعهم .
خلاصة القول إن الإماراتيين بلا تاريخ ولا حضارة ، وهذا ليس عيبا ، لأنهم يستطيعون بناء تاريخهم من لحظة وجودهم ، لكن العيب في اتخاذهم وطنا بالتبني وإصرارهم على أنه وطنهم ، لقد اشتغل أجدادهم في رعاية الماشية ، وتلك مهنة يجيدها العرب جميعا وهي تقوم على الفصل بين قطعان الحيوان ، لكنهم في الوقت الراهن انتقلوا من رعي قطعان الماشية إلى رعي قطعان البشر ، وكما كان أجدادهم يفصلون بين أنواع القطعان من الماشية ، يفصل هؤلاء بين الانتقالي وحراس الجمهورية والعمالقة والنخب والأحزمة ، ومثلما كانت الكلاب تحرس الماشية ، جعلوا على رأس كل فصيل كلب يقوده .