إلى صديقي العربي
الآخرونَ إلى أحلامهم وصلوا
وأنتَ وحدكَ للمجهول تنتعلُ
تموتُ باليوم مراتٍ على أملٍ
بأن يعيدكَ حياً ذلكَ الأملُ
لا ماء يرويكَ لا خبزٌ تشاركهُ
ولا بلادٌ لها تشكو وتنفعلٌ
ولا وراءٌ لهُ ترتدُ لا جهةٌ
هي الأمامُ ولا توقٌ ولا وجلُ
عارٍ من الحلم الآنيْ وطافيةٌ
على بقيتكَ الأعلامُ والدولُ
ومنتهٍ كل ما أملتَ مشتبهٌ
بك السلاطينُ والأديان والمللُ
كل المطاراتِ لا تلقاكَ باسمةً
ولا تراكَ على مرآتها المُقلُ
تدورُ حولكَ لا أهلٌ ولا وطنٌ
ولستَ تعصرُ زيتاً أيها الجملُ
عليكَ لا تعرضٌ الأيامُ بهجتها
وعنكَ لا تُفصحُ الأخبارُ والسُبُلُ
عصاكَ في كفِّ فرعونٍ تلاحظها
بحسرةٍ وذهولٍ ثم لا تصلُ
وكبرياؤك في القضبان آسرةٌ
لكَ الحوائطُ حتى الصمت معتقلُ
الماءُ في سلطةِ الأنهار تجبرُهُ
على المرور بمن للماءِ ما سألوا
والخبزُ في قبضةِ العجانِ ينقصُهُ
ولا يخففُ حتى الجوعَ إن أكلوا
والنارُ في غرفةِ الكهانِ نائمةٌ
والئائرونَ عليها بعدُ ما حصلوا
والأمسُ آخرُ من يعطيكَ حكمتهُ
واليومُ والغدُ والمجهولُ والأزلُ
حتى الدعاء بلا كفينَ تحملهُ
لا يستطيعُ إلى أذنِ السماءِ علو
واليأسُ أجملُ ما يبدو عليكَ
إذا
صدقتَ فيهِ نعم قد ييأسُ الرُسلُ !