منبر حر لكل اليمنيين

تعز بين مطالب بالنصر وتجاهل الرئاسي والتحالف

226

عُرفت تعز بالمدينة الثقافية ولسنين كانت هذه المدينة يُشار لها بالبنان التي أنجبت الطبيب والمهندس والطيار وغيرها من المؤهلات العلمية
جاءت أحداث فوضى ٢٠١١م فحول الإخوان هذه المدينة لمستنقع من البلطجة والقتل الجماعي والسطو على الممتلكات الخاصة والعامة، وحولوا المدرس لضابط وشاويش، والطالب لمفصع يروع الأمنيين ويتقطع لهم، ولم يكن المواطن حينها يُدرك ما ستؤول إليه البلاد خاصة مدينة تعز التي أراد لها أن تكون محطة إستنزاف لجميع الأطراف المتصارعة

تصدرت تعز الفوضى في العام ٢٠١١م وتحولت لأبرز العناوين الإخبارية الأكثر تداول آنذاك، وحين كان العالم يتحدث عن مشاكل اليمن كان يتحدث عن تعز بشكل رئيسي، من هنا أستطاع الإخوان أن يغيروا من مجرى معركتهم مع الدولة في سبيل إسقاط البلاد كلها وليس إسقاط صالح فقط الذين عجزوا عن إسقاطة وسلم السلطة طواعية وبالطريقة التي أرادها اليمنيين الذين ألتفوا حول صالح والدولة ومنعوا تنفيذ المخطط، جاءت بعد ذلك دول بعينها وبدأت في تنفيذ مخطط قديم للإطاحة بكل مؤسسات الدولة وتحويل اليمن لساحة صراعات وإنقسامات داخلية وخارجية، وهذا ماحدث تباعاً بعد مباحثات الحوار الوطني الذي أفضى لتسليم اليمن لأذرع إيران وقطر ودول إقليمية أخرى كانت تتحرك من تحت طاولة المفاوضات مع جميع الأطراف اليمنية إلى أن وصلت لمبتغاها وإعلان الحرب على اليمن

اليوم وبعد ثمان سنوات من الحرب في اليمن مازالت تعز تدور في نفس الحلقة وفي نفس المربع، وهو الأمر الذي ساهم في تعقيد الملف اليمني وحول آمال وتطلعات الشعب اليمني لسراب بعد أن أعتقدوا لوهله بأن التحالف أتى لنجدة اليمنيين وليس لدفنهم والتصالح مع ميليشيا الحوثي

اليوم يتساءل المواطن التعزي عن المخرج لكل مشاكل تعز، فمشاكل اليمن كلها تتمحور حول كيفية إدارة ملف وقضية تعز بالشكل الصحيح والذي من شأنه أن يحل التعقيدات التي رافقت الملف اليمني ويقضي على الحرب وتبعاتها ومخلفات قوى العمالة والإرتزاق

يُدرك التحالف العربي وعلى وجه الخصوص المملكة العربية السعودية بأن مسألة النظر في ملف تعز والسعي نحو حل ينهي الحصار ومعاناة أبناء تعز يعني إنهاء جزء من الصراع في اليمن إذ لم يكن كله، وتخفيف وطأة الحرب ومعاناة المواطنين، ولذا تجد الجميع يتجاهل ملف تعز بما فيه مجلس القيادة الرئاسي وقبله هادي وعلي محسن

وكما يُقال بأن مفتاح الحل لليمن يبدأ من تعز، فإن مفتاح الحل لدول الجوار يبدأ من اليمن وبدون حل لليمن لن ينعموا الأشقاء بالأمن والإستقرار مستقبلاً حتى نراه في كل أرجاء الوطن الحبيب

تعليقات