منبر حر لكل اليمنيين

‏(2-2) إلى الأشقاء في السعودية: كي لا يذهب اليمنيون بعيداً

56

تحتم تطورات الوضع في اليمن قدراً كافياً من الوضوح والصراحة مع الأشقاء في السعودية؛ ونقول : نعم؛ أنتم الأكثر قرباً لنا من كل أحد في الجغرافيا والتاريخ والإجتماع وكل الروابط المتعددة المعتبرة، ومثلما تتمسكون بوحدة بلدكم، فنحن كذلك نتمسك بوحدة بلدنا أيضا، وهذا واجبنا، وحقنا، وجزء لا يتجزأ من كرامتنا.

‏وإذا تغير موقفكم عن دعم وحدة اليمن، وأنتم المسؤولون عن الوضع الحالي في اليمن وعن مآلات الأوضاع فيها، فلا تتفاجأوا إذا وجدتم اليمنيين الذين كانوا يعولون عليكم كثيراً ويثقون فيكم أكثر، وقد شرقوا وغربوا وذهبوا بعيدا.

‏ولا تظنوا أن صمت المسؤولين، الذين أتت بهم التحولات والظروف إلى الواجهة؛ أو حتى مواقفهم الخانعة، أو ما يمكن أن يكون تواطؤاً ، يمثل اليمنيين، أو أنهم يضمنون صمت الشعب اليمني طوال الوقت.

‏نحن والسعوديون لم ننسَ أهداف التحالف العربي المعلنة، وهي إعادة الحكومة الشرعية إلى صنعاء، ودحر الانقلاب، وكل شرعية مستمدة من شرعية الدولة اليمنية وكينونتها وشرعية الحفاظ عليها بما في ذلك شرعية التحالف.

‏وقد أسهم الأشقاء السعوديون، في تبني ودعم قرارات الشرعية الدولية، التي تؤكد على الحفاظ على وحدة اليمن واستقلاله وسلامة أراضيه، ومن ذلك القرار 2216؛ وكثيرا ما جاء التعبير عن الموقف السعودي، عن دعم وحدة اليمن، على لسان القيادة السعودية؛ وليس هناك ما تغير أو تبدل، غير أن التعاطي صار يبدو متساهلاً، مع مشروع الإنفصال، ودعمه غير المحدود، وإشراك الإنفصاليين في الحكومة، والرئاسة، دون اشتراط تغيير موقفهم من وحدة البلاد، في سابقة لم تحدث سوى في اليمن، وأخيراً الصمت إزاء تصعيد الإنفصاليين المتتالي.

‏ولعل الإشارة والتذكير بمضمون إعلان جدة الذي لم يتضمن دعم وحدة اليمن واستقلاله وسلامة أراضيه، خلافًا لكل مؤتمرات القمة العربية السابقة، منذ 2015، مهم كثيراً، وهو يثير التساؤلات.

‏في مجمل اللقاءات مع المسؤولين اليمنيين، وآخرها مع وزير الخارجية بن مبارك؛ يؤكد السفير الأمريكي؛ على موقف بلاده المؤيد والداعم، لوحدة اليمن واستقلاله وسلامة أراضيه، ولم تمر الذكرى الثالثة والثلاثين لتحقيق الوحدة اليمنية دون تأكيد امريكي جديد، على دعم وحدة اليمن واستقلاله وسلامة أراضيه، حسبما ورد في موقع السفارة الأمريكية.

‏والملاحظ أن المسؤولين اليمنيين لا يطلبون من أحد مثل هذا الموقف المؤيد والداعم لوحدة اليمن، بما ذلك طلب إعادة التأكيد العلني، والعملي، من التحالف العربي على دعم وحدة اليمن واستقلاله وسلامة أراضيه، وخاصة في ظل تصعيد الموقف الإنفصالي، ويمكن فهم موقف بعض المسؤوليين اليمنيين، في سياق الخنوع، أو التواطؤ.

‏ويلاحظ أيضاً أن لقاءات المسؤولين السعوديين، بالعليمي؛ بعد تصعيد موقف الإنفصاليين؛ خلت من أي تأكيد لموقف بلادهم؛ المؤيد لوحدة اليمن واستقلاله وسلامة أراضيه، على غرار ما يفعل الأمريكيون مثلاً.. وكان أولى أن يكون الموقف السعودي، أسبق وأقوى من الموقف الأمريكي، وأكثر دواماً، وتأكيداً ووضوحاً.

‏وسبق وقال السفير السعودي؛ اليمنيون يقررون، والأهم عدم فرض أي شيء بالقوة! قال ذلك، وهو يعرف أشكال الرعاية وحجم الدعم الجائر المدمر الذي يقدم لمشروع الإنفصال، والانفصاليين، بما في ذلك الدعم العسكري. ويعرف سعادة السفير أن الجمهورية اليمنية دولة قائمة بذاتها، وهي جارتهم القريبة، وتعترف بها بلاده وجميع دول العالم منذ قيامها، وهو سفير لديها، وهي التي جاء التحالف لدعم حكومتها الشرعية، ولا يجوز أن تطرح وحدتها وسلامة كيانها وأراضيها، في مزادات الأخذ والرد.

‏وسؤال متجدد :
‏ من يقبل تقسيم وطنه؛ ابتداء ببلاد العرب وجيراننا الأقربين؟

‏طبعاً، لا أحد..

‏ ولا نحن أيضاً نقبل تجزئة بلدنا تحت أي ظرف.
* سفير اليمن السابق لدى المملكة الأردنية الهاشمية.

تعليقات