الوحدة وعيون بلقيس
مـــن يـنـكـرُ الـيـمنَ الـمـيمونَ نـنـكرهُ
ومــن يـشـكُ ومــن يـنـوي ويـضـطربُ
مــن الـبـداياتِ صـنـعاء الـهـوى عــدنٌ
( وإن أســاءَ إلـيـها الـسـلُ والـجربُ )
عــن الـهوامش يـغضي الـمتنُ نـاظرَهُ
وفـي الـهوامش لا مـعنى لـمن كُـتبوا
الـوحـدةُ الـنـجمةُ الأعـلـى وكــلُ فــمٍ
يــحـاولُ الـنـيـلَ مـنـها حـظـهُ الـتـعبُ
عــيـونُ بـلـقـيسَ بــعـد الله تـحـرسُها
عــيـونُ بـلـقـيسَ لا جـفـنٌ ولا هُــدُبُ
ضـعـوا الـحـدائقَ فــي الـتابوتِ زاهـيةٌ
بـنـا الـحـدائقُ حـتـى حـيـن تُـحـتطبُ
بـنـا الـكـثير مــن الـدُنـيا حـفـاة مُـنـىً
نــسـيـرُ والــمــاءُ مــــن آثــارنـا يــثـبُ
نـعـانـقُ الأبـــدَ الـمـوعـودَ فــي دمـنـا
ولا نـــهـــوَّنُ مــاضــيـنـا ونــنـسـحـبُ
هـنـا الـلالـىءُ فــي أصــدافِ فـكـرتها
وفـــي الــبـلادِ بــلادٌ بـوحـها الـذهـبُ
(في شرفةِ البالِ ما في البالِ عن بلدٍ)
تـكـادُ فــي ثـمـلِ الـكـاساتِ تـنسكبُ
تـــكــادُ تُــســكـرُ أولاهـــــا وآخــرهــا
ولا يــمــسُ أنــاهــا الــنـابـهَ الــعـنـبُ
هـي الـسعيدةُ خـضراء الـمنى شفةً
يـرونـهـا الــمـاءَ لـكـنْ لـيـسَ يـنـشربُ
الـجـارحـون شــذاهـا شـبـهُ أضـرحـةٍ
والـجـارحـونَ شــذاهـا أخــوةٌ عــربُ !
هـــم يـعـرفونَ ولـكـن لــن تـسـاءلهمْ
حـتى يـسائلهمْ عـن نـفسهِ الـسببُ
الـنـاقـمـونَ بــغـايـا الــعـصـرِ أحــذيــةٌ
تـشـاكُ عــن قــدمِ الـباغي وتـنثقبُ !
كـم فـي الـعروبةِ مـن زيـفٍ ومن دخلٍ
عــواصــمٌ هـــذهِ الــبـاراتُ والـعـلـبُ !
هـــمْ يـكـذبونَ ولا يــدرونَ كــم قـتـلوا
مــن الـشـعوبِ ولا يــدرونَ كـم كـذبوا
والآنَ يــنـوونَ تـقـسيمَ الـبـلادِ عـلـى
مـــا لا يُــعـدُ ويــأبـى الله مـــا رغـبـوا
دعـهـمْ يـهـيمونَ فــي شـبـرٍ وأنـمـلةٍ
دعــهـمْ يـهـيـمونَ لا لـــومٌ ولا عــتـبُ
أمـــوالُ قـــارون فــي طـغـيانِ أبـرهـةٍ
غـــداً تـقـاضيهمو الـدنـيا وإن كسبوا
غــداً يـعـودونَ لـلـكهفِ الــذي خـرجوا
ويـشـربون مـن الـكأسِ الـتي سـكبوا
21/ مايو / 2016 م