منبر حر لكل اليمنيين

الذكرى الثالثة والثلاثين لقيام الجمهورية اليمنية خالدة أبدا

آراء ومقالات

25

لن تؤثر أصوات القرية الصغيرة في مثلث قصي مسكون بثقافة الحقد والكراهية على مسمى ومعنى عظيم اسمه الجمهورية اليمنية نقطة الضوء الوحيدة في ظلام العرب في القرنين العشرين والحادي والعشرين، يوم أن تحققت الوحدة وهي لا تزال في عامها الأول وأثناء انعقاد قمة بغداد العربية، قال أحد حكام الخليج المعروف بحنكته وحكمته ووحدويته، وفي أثناء استراحة تناول الطعام قال موجها كلامه للرئيس اليمني الراحل علي عبدالله صالح، لا تفرح بوحدة اليمن سنعيد تقسيم اليمن إلى ثلاث دول بدلا عن دولتين.

يومها كانت الوحدة اليمنية في أبهى حالها وأجمل صورها لم تكن البلاد حينها تشهد أزمة بين الاشتراكي والمؤتمر وكانت العلاقات بين الرئيس ونائبه في أفضل حالاتها، لكن الحقد الأزلي التاريخي من أعداء اليمن وأفكاره لتقدم شعبه وأمن اليمن واستقراره كانت لهم حساباتهم.

بعد توقيع اتفاقية الوحدة المباركة في الثلاثين من نوفمبر في العام 1989 ارسلت الشقيقة الكبرى وزير خارجيتها إلى السيد علي سالم البيض الأمين العام للحزب الاشتراكي اليمني وكان حينها في المكلا وعرضت عليه مبلغ أربعة مليارات دولار لتأخير الوحدة اليمنية لمدة عام والانقلاب على اتفاقية الوحدة وبالطبع رفض البيض العرض السعودي وانهى اللقاء بسرعه، وفي أثناء حرب 1994 ومحاولة علي البيض فصل جنوب اليمن عن شماله حاول دول الخليج الضغط على المجتمع الدولي للقبول بفصل جنوب اليمن لولا موقف دولة قطر حينها والولايات المتحدة الأمريكية التي أسقطت المخطط الخليجي بتقسيم اليمن مرة أخرى بالرغم من أن بريطانيا كانت حينها تقف مع الصف الخليجي وخيارات التقسيم حتى أنها تراجعت في أخر لحظة عن التدخل العسكري بعد الموقف الأمريكي الصارم، يومها سألت قناة BBC البريطانية وزير الدفاع البريطاني مايكل هزلتاين عن نية بريطانيا للتدخل العسكري فكان رده الخيار العسكري مستبعد أما لماذا مستبعد فحسب ما صرح به أن هذا الشعب غير مضياف بالنسبة لأي قوة أجنبية.

لقد كان قدر اليمن أن تكون في جنوب الجزيرة العربية ولهذا فهي لن ترى الخير بسبب إصرار صانع القرار اليمني الجاهل بأهمية بلاده الجيوسياسية، لو أن النخب اليمنية بمختلف مشاربها تقرر فك الارتباط بالمنظومة العربية وتقطع علاقاتها الدبلوماسية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية معها، وتتجه صوب القارة الأفريقية عن طريق القرن الأفريقي ودول المحيط الهندي، لكفلت للأجيال القادمة أن تعيش بعيدا عن الحروب والصراعات وتحقق التنمية والرفاهية للشعب اليمني، لكن للأسف الشديد حتى أعداء تلك الدول التي تسعى لتقسيم وتفتيت اليمن من اليسار والقوميين وحتى الحوثيين يطمحون أن تكون لهم الرعاية الأولى لدى أعداء اليمن الوحدة التنمية. البناء دولة الحكم الرشيد لن تصمد. لن يتحقق منها. شيء ما دمنا في المسيرة العربية.

تعليقات