في الذكرى الـ 33 لعيد الوحدة “دعوات لتظافر الجهود ولملمة الشمل”
تحلُ علينا الذكرى الـ 33 لذكرى إعادة تحقيق الوحدة اليمنية المُباركة، التي تحققت في الثاني والعشرون من مايو عام 90 في ظل إحتفالات وحدوية على المستوى الشخصي والشعبي في ربوع الوطن وتأكيداً على عظمة هذه الذكرى التي يحتفي بها جميع اليمنيين
إن الوحدة اليمنية جاءت لتؤكد على عظمة اليمن وضرورتها الحتمية في مواجهة التحديات التي فرضت علينا، وهي خيار لا مناص منها لمواجهة الأخطار التي تهدد النسيج الإجتماعي اليمني والذي يرفضه كافة اليمنيين في شمال الوطن وجنوبه، ولعل ابرز ما يميز هذه الذكرى هو تلاحم اليمنيين فيما بينهم ووقوفهم لجانب مشروع الوحدة ورفضهم لكافة التدخلات الخارجية التي أثخنت ملف القضية اليمنية بمزيد من التعقيدات
إن ذكرى الوحدة اليمنية المُباركة تذكرنا بالجهود المبذولة الكبيرة وبالنضالات الجسيمة التي قدمها الشعب اليمني والقيادة السياسية آنذاك مع القوى الوطنية الشريفة التي إنحازت لليمن وعملت على ترسيخ مفهوم دولة الوحدة والخروج من مستنقع العداوات والتشظي التي لا تخدم الوطن
وجاءت الوحدة اليمنية حصيلة وثمرة لمشوار طويل من العمل الدؤوب والشاق الذي أفضى لإعلان دولة الوحدة، وتحقيقاً لأهداف ثورتي سبتمبر وأكتوبر، وإستجابة لصوت العقل والمنطق الذي نادى بتوحيد الشطرين ووقف في وجه المشاريع الصغيرة، وتجسيداً لتطلعات وأهداف وطنية التي شاركت فيه كل القوى الوطنية المخلصة وساهمت بشكل كبير في تثبيت دعائم الدولة اليمنية الواحدة
كما تأتي هذه الذكرى المُباركة للتأكيد على أن الوعي الوحدوي والنضالات الحزبيه والسياسية والشعبية هي من أرست دعائم دولة الوحدة وعززت الشراكة الوطنية مع كل الأطراف اليمنية والتي من شأنها ساهمت في تجاوز حلقات الخلافات ومغادرة مربع التعبئة الخاطئة ومخلفات الماضي البغيض
وإننا في هذه المناسبة الخالدة ندعو كل إخواننا في شمال الوطن وجنوبه والقوى السياسية الفاعلة إلى تجاوز الماضي بكل سلبياته وتبعات الحرب والصراعات والسعي نحو بناء دولة تتسع لجميع اليمنيين دون تمييز تضمن لهم الحقوق والحريات الكاملة وتكفل لهم ممارسة حياتهم السياسية تحت راية وسقف الوحدة
إن الوحدة اليمنية كانت ولا زالت لحظة تاريخية فارقة في تاريخ الجمهورية اليمنية ومجداً عظيماً لوحدة شعب عاني الكثير من الصراعات والتعقيدات السياسية في فترات عديدة من تاريخ اليمن، ولذا فقد كانت المشاهد الجماهيرية في مراحل ومحطات سابقة وهي تتدفق للإحتفال بالوحدة اليمنية عالقة في الأذهان، إيماناً منها بعدالة قضيتهم وجوهرها الصحيح
ولأن الوحدة اليمنية جاءت لتضميد الجروح ولملمة الشمل وتقريب وجهات النظر بين جميع أبناء الوطن الواحد فقد ساهم مشروع الوحدة في إيجاد الحلول العادلة ضمن شعار الوحده والتي وضعت في طياتها أسس وطنية متينة وأرست مبادىء ثابتة تضمن للجميع الشراكة الكاملة في السلطة والثروة والمعارضة الوطنية الشريفه، ولا شك بأن الوحدة اليمنية التي ضمنت شراكة جميع القوى السياسية كفيلة بكسر التعقيدات والخلافات ومنح الفرصة للجلوس على طاولة واحدة
وفي الوقت الذي يحتفل فيه اليمنيين في ذكرى وحدتهم فإننا نذكر الجميع بالمواقف الوطنية المخلصة لحزب المؤتمر الشعبي العام الذي يؤكد على ضرورة رص الصفوف، ولم الشمل وتجاوز كل الخلافات وتوحيد الكلمة لإسقاط الحرب والصراعات والسعي نحو بناء دولتنا اليمنيه
إن المؤتمر الشعبي العام يعد تنظيم شعبي رائد إنبثق من صفوف الشعب وأستلم آمال وتطلعات كل اليمنيين وقاد مسيرتهم على مدى ثلاثة عقود من الزمن إلى رحاب الأمن والسلم الإجتماعي والتقدم والازدهار، وتحقق من خلاله للوطن الكثير من المكاسب والإنجازات وعلى مختلف الأصعدة السياسية والإقتصادية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية، وفي مقدمتها إعادة وحدة الوطن وبناء دولة المؤسسات في إطار مشروع وطني جامع بعيداً عن كل أشكال التعصب المناطقي والحزبي والنزعات المذهبية، وهو السبيل الوحيد في الوقت الراهن لإقامة دولة مدنية حديثة تقوم على أسس وطنية وتضمن للجميع الشراكة وتوثق علاقات الإخاء والود مع الأشقاء ودول العالم
ولأن الثاني والعشرون من مايو كان يوماً للحرية والتعددية الحزبية والسياسية وضمن للجميع حرية التعبير والتداول السلمي للسلطة، فإننا هنا نشيد بذلك الدور الكبير الذي قاده حزب المؤتمر الشعبي العام بقيادة الشهيد علي عبدالله صالح لمعالجة بعض الأخطاء التي رافقت إعلان دولة الوحدة من منطلق مسؤولية وطنية تعني كل الأحرار من ابناء الوطن وتقودهم نحو مستقبل مشرق
فالوحدة تعني في أهم مضامينها إكتمال المشروع الوطني الجامع ووصول اليمنيين ومشروعهم الوطني إلى أقصى درجات غايتهم