السودان.. اقالة حميدتي في ظل اشتباكات واسعة وعملية سلام على الورق
أصدر قائد الجيش السوداني الفريق أول عبدالفتاح البرهان، الذي يتولى رئاسة مجلس السيادة، أمس، مرسوماً دستورياً يقضي بإقالة خصمه الفريق محمد حمدان دقلو «حميدتي» من منصبه نائباً لرئيس مجلس السيادة.
وذلك في لفتة رمزية بعد نحو شهر من اندلاع الحرب بينهما. وأعلن مجلس السيادة في بيان مقتضب، أوردته وكالة أنباء «سونا» الحكومية، «إعفاء» «حميدتي» من منصبه كنائب لرئيس مجلس السيادة بموجب مرسوم دستوري.
كذلك، أصدر البرهان مرسوماً دستورياً آخر يقضي بتعيين مالك عقار، قائد أحد أجنحة حركة تحرير السودان (شمال)، نائباً لرئيس مجلس السيادة. وكان عقار عضواً في مجلس السيادة.
وبحسب مراقبين، فإنه من غير المرجح أن يؤثر قرار الإقالة، على ساحة المعركة، فيبدو أن الأطراف المتحاربة عالقة في طريق مسدود، وغير راغبة في إنهاء الأعمال العدائية. فيما لم تعلق قوات الدعم السريع على الفور.
كما أصدر القائد العام للقوات المسلحة السودانية، قراراً بتعيين شمس الدين كباشي نائباً، وياسر العطا، وإبراهيم جابر، مساعدين له. وقالت القوات المسلحة السودانية في بيان على «فيسبوك»، أمس: «مرسوم القائد العام للقوات المسلحة، الخاص بالتعيينات، دخل حيز التنفيذ اعتباراً من اليوم الجمعة».
وتابع البيان: «تم تعيين الفريق أول ركن شمس الدين كباشي نائباً للقائد العام للقوات المسلحة، والفريق أول ركن ياسر عبدالرحمن حسن العطا، مساعداً للقائد العام للقوات المسلحة، والفريق بحري مهندس إبراهيم جابر إبراهيم كريمة، مساعداً للقائد العام للقوات المسلحة».
في غضون ذلك، أفادت منظمة الصحة العالمية، أمس، بأن الصراع المستمر منذ شهر أسفر عن مقتل ما لا يقل عن 705 أشخاص.
ميدانياً، حلقت طائرات عسكرية للجيش السوداني، أمس، بكثافة في سماء عدد من أحياء ومدن العاصمة الخرطوم، لاسيما أم درمان، والخرطوم بحري، بينما قصفت طائرات الجيش مواقع تابعة لقوات الدعم السريع في حي شمبات، إضافة إلى مواقع أخرى شمالي العاصمة.
وقال الجيش السوداني، في بيان، إن قواته اشتبكت مع قوات الدعم السريع بمنطقة شارع النيل وسط الخرطوم واستولت على أسلحة وسيارات. وقال مصدر عسكري بالجيش، إن الآليات العسكرية قادمة من قيادة المدفعية بمدينة عطبرة شمالي البلاد.
كما وقعت اشتباكات بالأسلحة الثقيلة جنوبي الخرطوم قرب معسكر الاحتياطي المركزي التابع للشرطة في منطقة الشقيلاب، واشتباكات أخرى في مناطق الدروشاب والكدرو شمال مدينة بحري.
في المقابل، اتهم بيان قوات الدعم السريع ما سماها «القوات الانقلابية والفلول» بمواصلة الهجوم العشوائي بالطيران والمدفعية على المدنيين وحرق المحلات التجارية والأسواق ومزارع في شرق النيل، إضافة إلى نهب عدد من المنازل وطرد مواطنين من منازلهم والاستيلاء عليها، واحتلال مستشفيات بالعاصمة.
وأفادت بأن الجيش قصف عدداً من الأحياء السكنية بالمدافع الثقيلة في مدينة نيالا (غرب السودان)، ما تسبب في مقتل وإصابة عشرات من المواطنين. وتحدث البيان عن استعانة الجيش بمن سماهم «مرتزقة أجانب»، مشيراً إلى إخفاقه في حشد قبائل للقتال معه.