أعظم اللحظات التاريخية في ذكرى الوحدة اليمنية
ستبقي الوحدة اليمنية واحدة من أعظم اللحظات التاريخية والتي شكلت شبه إجماعا وطنيا بمعزل عن ما حدث بعدها وبغض النظر عن السلبيات والأخطاء التي وقعت في الوطن بعد الوحدة والتي لا يمكن القياس عليها لإثبات فشلها إذ يكفي انها انجاز كبير في إعادة اللحمة اليمنية بين أفراد الشعب اليمني الواحد شمالا وجنوبا وبالتالي بقاءها غير مرتهن للأجندات المتصارعة حتى يومنا هذا فلابد أن تستمر الوحدة اليمنية اقليمين بحكم ذاتي لكي تكون بعيده عن الصراعات والاستقطابات المحلية والإقليمية والدولية.
22 مايو 1990 لحظة تاريخية فارقة في حياة الشعب اليمني ولكن يجب أن تخضع للنقد والمراجعة والتصحيح والبناء عليها باعتبار الوحدة اليمنية لحظة فرحة شعب كامل ويجب الانطلاق منها من جديد نحو إعادة بناء الدولة اليمنية وتحتاج مواقف شجاعة وتقييم صادق ومخلص والخروج من لحظة الشعارات إلى واقع العمل والبناء وهذا لا يمكن أن يتحقق إلا بانطلاق المشروع الذي يتطلب حلا سياسيا وطنيا عادلا بحل القضية الجنوبية خاصة في ظل الصراعات والخلافات القائمة الان التي لا يمكن أن تستمر في استنزاف الوطن وإبقائه رهينة على المدى البعيد .
لاشك أن الأخطاء واردة لجيل وجد نفسه فجأة في قلب الاحداث الغير متوقعة وهو جيل بلا خبرة له سياسية وأدواتها والاعيبها فتم إدخاله في إدارة الصراع والتعقيدات والتحالفات التي صنعتها بعض من المكونات السياسية والتي فرضت نفسها على الشعب بقوة السلاح لكي تستمر في السيطرة الكاملة على المناطق المسيطرة عليها لنهب مواردها فعلينا جميعا أن ندرك أن كل ما جرى من تحميل الوحدة أوزارها كارهيها زاد الرهان عليها واشتد عناد الواعين بأنه من جاء وقفز من أجل السلطة والمال لابد أن يسقط عاجلا أو آجلا وليس هناك اخطر من اللصوص والفاسدين الذين تسللوا إلى إدارة شؤون الوطن والسيطرة على مقدراتها مع الشرعية اليمنية ومع المطالبات الاخرى فهم زيف وعملاء وخونه وهذه الحقيقة .
الاحتفال بذكرى الوحدة اليمنية ليس مجرد ذكرى رمزية نفخر بها ولكنها اسست لدولة لها سيادة وذات ابعاد سياسية وقانونية وأخلاقية وإنسانية والاحتفال بهذه الذكرى في داخل الوطن وخارجه سيؤكد اننا شعب يحتفظ بتاريخه ولقد عرف الوطن ايام عهد الزعيم الشهيد علي عبدالله صالح رحمة الله عليه مؤسس الوحدة اليمنية والذي قدم الكثير وكان قدوة في العمل الوطني من أجل الوطن ورفعته وتقدمه والارتقاء به نحو الأفضل بما يمتلك من الحكمة والحنكة وتأهيله لإدارة الأمور بما يخدم مصلحة الوطن وشعبه ولكن للأسف جاء الربيع العربي الاسود الذي دمر كيان الدولة اليمنية وعاثوا في الوطن فسادا وتخريبا وفرقوا النسيج الاجتماعي جاوء أشخاص انعدمت لديهم القيم والشجاعة الوطنية وكانوا بمجرد ادوات شطرنج بين الأجندات الخارجية وأصبح الوطن منقسما ومشتتا وتبددت احلام اليمنيين في الأمن والامان والاستقرار وإعادة بناء الدولة اليمنية.