يحيى العرشي الشخصية الملهمة والمناضل الكبير
يعد الأستاذ يحيى العرشي واحد من أهم الشخصيات الوطنية المبدعة والمخضرمة التي حفرت اسمها على جدار المجد، والتصق تاريخها بالوحدة اليمنية التي شكلت حالة استثنائية وقيمة تاريخية وإنسانية، كواحدة من المنجزات الخالدة والعظيمة التي جاءت امتدادً لمبادئ الثورة اليمنية التي سعى الآباء والأجداد من الرعيل الأول من المناضلين والثوار إلى إنجازها، وقد تم تحقيقها في ال 22 من مايو 1990، بعد مسيرة حافله بالحوار بين جيل آمن بالوحدة وناضل من أجلها ومازال يتمسك بها ويطالب بتصحيح مسارها.
إنه واحد من أكثر المخلصين الأوفياء لوطنهم الأستاذ/ القدير والمناضل الوحدوي والدبلوماسي الهادئ يحيى العرشي عضو مجلس الشورى الذي تقلد مناصب عدة في الدولة أبرزها وزارتي الإعلام والثقافة والتي ترك فيهما أثرا طيبا وخالد، ناهيك عن تقلده منصب وزير الخدمة المدنية.
كما عمل سفيرا لبلادنا في أكثر من بلد منها تونس الحبيبة وقطر والمغرب، كما كان ولا زال انموذجًا لرجل الدولة النزيه، فقد أسس الجهاز المركزي للرقابة والمحاسبة وغيرها من المناصب التي كانت تكبر به وتتحول إلى نموذج متميز.
شخصية هادئة امتازت بالرصانة والحصافة، دمث الخلق وفي نفس الوقت جاد وحازم، لا يهادن في المسؤولية، نموذج في السلوك الاداري مليء بالإنسانية وخاصة في المواقف الكبيرة، وهنا استطيع ان اصفه بكل ثقة انه يحيى الكبير ورجل الموقف.
هو وطني من طراز رفيع لا يهاب الصعاب في آرائه وقناعاته وتوجهاته، أما على الصعيد الشخصي يجد من يخالطه فيه تهذيب الدبلوماسي المحنك، لطيف المعشر لا تفارق محياه ابتسامه ساحره، يصطف إلى خانة الثقافة والأدب والإبداع، ويجالس المثقفين والأدباء والمبدعين.
يحيى قريب جدا من شريحة الشباب، اكتسب خبرات ومهارات مكنته من مراكمة الإنجازات في كل المواقع التي شغلها، فترك بصمات ناصعة وطبع اصابع بيضاء من العطاء والتفاني بكل أمانة ومسؤولية.
ولعل أكثر مكان ارتبط باسمه وشخصه وفكره وعلاقاته وحتى قراراته وإنجازاته ومن خلاله عرفه الناس من مختلف الشرائح والاطياف والأجيال أيضا هو توليه منصب وزير الإعلام في لحظة من اللحظات وفترة تاريخية صنعت فارقا في تحديث الوزارة إقامة علاقات واسعة وابتكار مواضيع وأفكار جعلت منه في الصدارة حتى هذه الساعة.
لايذكر اسم الأستاذ يحيى العرشي إلا ويذكر معه النزاهه والكفاءة والقدرة على بعث الجديد، والعلاقة الطيبة، والقرارات الصائبة والفاعلة، والتفاني في العمل والابتكار والتغيير والالتزام بالقوانين ، وربما هذا يعود إلى البيئة الأسرية التي جاء منها يحيى والمحيط الذي عاشه فاكتسب الكثير من الصفات الحميدة إلى جانب الفطرة السليمة والسيرة الطيبة.
وقد جاء اختياره من قبل القيادة السياسية وزيرا لشؤون الوحدة بمثابة تقدير له، حيث وضع الشخص المناسب لهذه المهمة العظيمة في المكان والزمان المناسبين، وهو الذي عاش حدث الوحدة بكل تفاصيله وأحداثه وحواراته وحتى افراحه وبشائره.
وقد تمكن بصفاته المعروفة التي يتحلى بها من نسج أواصر من المحبة والثقة مع نظيره طيب الذكر الأستاذ راشد ثابت حتى كوّناثنائي رائع للعمل الوحدوي.
الأستاذ يحي العرشي فارس من فرسان الوحدة والوطن الكبير، جبلت نفسه على التواضع الجم والرقي الإنسان في التعامل مع كل من عرفه سواء كان ذلك في محيط عمله أو مع جيرانه واصدقائه.
عندما تجلس معه لاتمل من حديثه الشيق والممتع والذي يشعرك بأنك أمام قامه وطنية رفيعة ارتبطت بمسيرة وطن من أروع البلدان اسمه اليمن.
ما سطرته هنا ليس سوى كلمات بسيطة وقليلة عن سيرة لطالما كانت ملهمة للعديد من الشباب والأدباء والمثقفين، بشهادة كثير من أبناء جيله وممن أتوا بعده وشهدت الكثير من إنجازاته، وهي ورحلة ثرية من النجاح والأدوار التي لعبها في مختلف وادق المراحل، وهذا مجرد تعبير عابر عن الوفاء والاعتزاز لشخصية وطنية نسجت من قماشة اليمن وتاريخه المجيد ولكن وكما قال الشاعر العربي “ان بعض من الوفاء ثناء”.